إذا الحياةُ تئنُ من فرطِ الأسى وكأنها تشكو إليّ جراحي
فأرى الغيومَ وقد تفجَر دمعُها مطراً يحاصرُ بالمواجعِ ساحي
وأراك في عين السماءِ كدمعةٍ تنسابُ في خدي لتملأ راحي
تنسلُ من ذاتي لترسمَ كنهها عمراً تجسدَ جُلهُ بنواحي
فأنا نديمة الحزنِ مذْ أن أنشأتْ كفُ الإلهِ صحائفَ الأرواحِ
قد جفتِ الأقلامُ قبل ولادتي بل أحرقتْ نارُ الهوى ألواحي
فأتيتُ للدنيا لأعرفَ وجهتي فوجدتُ أنك مركبي ورياحي
وهواك بحري والنوى أمواجهُ وجميلُ وصلِك ضفةُ الأفراحِ
سأصارعُ التيارَ رغم جموحهِ وأخوضُ معركتي بغير سلاحِ
وأشكلُ الأمواجَ من نبضي الذي يهفو لقبلة وجهك الوضاحِ
ياقبلتي الأولى وهبتكِ مهجةً ما دُنستْ يوماً بغيرِ مباحِ
فتقبل نذري الذي حررتهُ لك خالصاً مما يشوبُ صلاحي
أنا راهبة العشاقِ في دير الهوى والكلُ يرفلُ في سنا مصباحي
لا يدركُ الغفرانَ عندي غير منْ سقطوا بمحرابِ الغرامِ أضاحي
أيموتُ أتباعي وأحيى بعدهم مترنماً بالحبِ في إصحاحي؟
ناشدتك الرحمنَ أن لا تطلق من قبل أن أفنى لديك سراحي
رأفت بي اسالك ايها القدر فقلب كره البكاء و النواحي