فخامة المقاوم ... العماد اميل لحود

إميل جميل لحود عاشر رئيس للجمهورية اللبنانية، التصق اسمه بالمقاومة والممانعة والنزاهة ونظافة الكف، والشفافية، ورفض الفساد، وبناء عليه حورب وقوطع وعلى الرغم من كل شيء حافظ على الدستور حتى أخر ثانية من عهده
فلا عجب إن طالعتك صوره في كل مكان من أرجاء الوطن، فقد كان دائماً إلى جانب الشعب في ملماته وأفراحه. هو إميل لحود نجل العماد جميل لحود أحد قادة الحركة التحريرية. ولد في الثاني عشر من كانون الثاني يناير عام ستة وثلاثين. في العشرين من عمره انتسب للكلية الحربية حيث خضع لعدة دورات داخلية في توجيه الطائرات والمخابرات، ولدورات خارجية في مجال البحرية، وعين قائداً للجيش عام تسعة وثمانين. فوحد الجيش وجعله مؤسسة قوية، وقادرة على بسط سيادتها وضبط الأمن وتوفير السلم الأهلي للبنانيين. وانطلاقاً من رصيده قائداً للجيش، وحافظاً للمقاومة انتخب العماد لحود رئيساً للجمهورية بأعلى نسبة أصوات في مجلس النواب، اتُفق عليه وطنياً رئيساً للجمهورية فعدل الدستور ليتولى هذا المنصب بتأييد شعبي ونيابي واسع.
ومذ تولى مقاليد الحكم عمل الرئيس لحود على ترجمة خطاب القسم واقعاً على الأرض. وأولها مكافحة الفساد بالتطهير الإداري بما ملكت يمينه، وهو المعروف عنه منذ الصغر عدم تحبيذه السلوك غير المستقيم. ومن هنا كانت تأتي زياراته الفجائية إلى المقار الرسمية للتأكد من سير العمل، ومعاينة ورش العمل وحسن إدارتها. وكان دائماً وفي كل المناسبات إلى جانب الشعب الذي هتف له بقوة عندما تولي رئاسة الجمهورية.
دفع الكثير ثمن مواقفه مع الأميركيين لاسيما بعد حواره مع وزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين أولبرايت حيث طالبته في مكالمة هاتفية بأن يوافق لبنان على أن الانسحاب الإسرائيلي قد تم خلال العام ألفين، وأن يعلن ذلك سفير لبنان في الأمم المتحدة، فيما لا يزال أكثر من تسعة عشر مليون متر مربع محتلة، ولا يزال العدو الإسرائيلي يحتفظ بأسرى لبنانيين لديه، ويسرق مياهنا. وكان القرار اللبناني بالتمديد للرئيس لحود ثلاث سنوات أخرى القشة التي قصمت ظهر البعير في العلاقة بين العماد لحود والإدارة الأميركية فقاطعته وحاربته وحاولت عزله. وتحول أدواتها إلى شتامين يكيلون له الشتائم والتهم لعله يهن أو يستسلم أو يرضخ غير أن كل المحاولات باءت بالفشل وظل رئيس الجمهورية حامي الدستور، والأرض والمقاومة، رافضاً للتوطين، والتقسيم.
تسع سنوات في الحكم قضاها فخامة الرئيس إميل لحود في محاولة تطبيق خطاب القسم. وعلى الرغم من أن العبء كان ثقيلاً، لم تغير رئاسة الجمهورية إميل الأب والزوج والإبن فظل محافظاً على نظام حياته بدقة والتزام.