خرج السيد عبّاس الموسوي الى الحياة عام 1952 في منطقة الشياح في الضاحية الجنوبية لبيروت. وعاش طفولته في عائلة محافظة، وشب على معاينة مأساة الشعب الفلسطيني. فالتحق بمقاتلي ثورته وهو لمّا يزل في العاشرة من عمره، وخضع لعدّة دورات تدريب عسكرية. ثم التحق بحوزة السيد موسى الصدر في صور، وتعمّم في السادسة عشرة من عمره، بعد ذلك غادر الى العراق ليتابع دراسته في كنف الشهيد المرجع السيد محمد باقر الصدر.
في نهايات السبعينيات من القرن الماضي تلك المرحلة العصيبة في كل من النجف الأشرف وجنوب لبنان، ودّع السيد العراق، بعد تسع سنوات قضاها هناك، وكان أول عمل قام به جمع طلاب العلوم الدينية الذين أُبعدوا من النجف في حوزة متواضعة، هي حوزة الإمام المنتظر (عج)، في مدينة بعلبك. وانطلاقاً من إيمانه بأنّ الوحدة الإسلامية تبدأ بوحدة علماء الأمة، فقد سعى الى تأسيس تجمع العلماء المسلمين في العام 1979، ليكون أول تجمع علمائي في لبنان ويتسع لاحقاً ليضم رجال دين سنة وشيعة.
في خضم الإحباط والهزيمة مع الاجتياح الصهيوني للبنان عام 82، ارسى السيد وجمع قليل من رفاق الحوزة حالة مخالفة تؤسس للعمل الجهادي المقاوم.
وعندما بدأ الاجتياح الغاشم، غادر منزله في بعلبك متوجهاً نحو بيروت ومنها الى الجنوب عام 1985، حيث استقر في مدينة صور، وكان يقضي وقته مع المجاهدين ويتابع بشكل مباشر وميداني عمليات المقاومة ضد الاحتلال.
وتتويجاً لمسيرته.. انتُخب السيد الشهيد في أيار مايو 1991 أميناً عاماً لحزب الله، مفتتحاً مرحلة جديدة من مسيرة حزب الله هي خدمة الناس الى جانب إستمرار عمل المقاومة، وعبارته الشهيرة سنخدمكم بأشفار العيون لا تزال أحد ابرز شعارات حزب الله حتى اليوم.
وفي السادس عشر من شباط فبراير 1992، ومن جبشيت بلدة رفيقه الشيخ راغب حرب وبعد كلمة ألقاها في إحياء الذكرى الثامنة لاستشهاد الشيخ راغب، غادر السيد باتجاه بيروت، لكن طائرات مروحية صهيونية تربصت لموكبه على طريق بلدة تفاحتا وأطلقت صواريخ حرارية حارقة على سيارة السيد، فاستشهد مع زوجته ام ياسر وولدهما الصغير حسين. ومن جبشيت الى بيروت الى النبي شيت طاف موكب السيد الشهيد، واستحال مرقده مزاراً وكنيته سيد شهداء المقاومة.